تقارب » اسلاميات » معا لنصرة رسول الله ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ج4
هجــره الرسول صلى الله عليه وسلم
وصاحبه أبى بكر الصديق رضى الله عنه
لما علم كفار قريش ان الرسول صلى الله عليه وسلم ,صارت له شيعه وأنصار من غيرهم,ورأوا مهاجره
أصحابه الى أولئك الأنصار الذين بايعوه على المدافعه عنه حتى الموت,أجتمع رؤسائهم وكبرائهم فى دار
الندوه,وهى دار بناها قصى بن كلاب’كانوا يجتمعون فيها عندما ينزل بهم حادث مهم ,أجتمعوا ليتشاوروا
فيما يصنعون بالنبى صلى اله عليه وسلم,
فقال قائل منهم: نحبسه مكبلا بالحديد حتى يموت,وقال أخر:نخرجه وننفيه من بلادنا,
وقال أحد كبرائهم :لا هذا ولا ذاك لأنه ان حبس ظهر أصحابه وينتزعونه من بين أيديكم ,وأن نفى لم تأمنوا
أن يتغلب على من يحل بحبهم من العرب,بحسن حديثه وحلاوه منطقه حتى يتبعوه فيسير بهم أليكم,
فقال أبو جهل: الرأى ان نختار من كل قبيله فتى جلدا ثم يضربه أولئك الفتيان ضربه رجلا واحد,فيتفرق
دمه فى القبائل جميعا ,فلا يقدر بنو عبد مناف على حرب جميع القبائل,
فأعجبهم هذا الرأى وأتفقوا جميعا وعينوا الفتيان والليله التى أرادوا تنفيذ هذا الأمر,فأعلم الله تعالى
رسوله صلى الله عليه وسلم بما أجمع عليه أعداؤه,وأذنه سبحانه وتعالى بالهجره الى يثرب(المدينه
المنوره) فذهب الى ابى بكر الصديق رضى الله عنه وأذن له أن يصحبه,وأتقفا على أعداد الراحلتين اللتان
هيأهما أبو بكر الصديق لذلك,وأختار دليلا يسلك بهما أقرب الطرق,وتواعدا أن يبتدئا السير فى الليله
التى أتفقت قريش عليها,
وفى تلك الليله أمر عليه الصلاه والسلام ابن عمه على أبن ابى طالب أن ينام فى مكانه ويتغطى بغطائه
حتى لايشعر أحد بمبارحته بيته,ثم خرج الرسول صلى اله عليه وسلم وفتيان قريش متجمهرين على باب
بيته وهو يتلو سوره يس فلما وصل أليهم حتى بلغ قوله تعالىفَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لأ يُبْصِرُونَ فجعل يكررها
حتى ألقى الله تعالى عليهم النوم وعميت أبصارهم فلم يبصروه ولم يشعروا به وتوجه الى دار أبى بكر
وخرجا معا من باب بظهر البيت وتوجها الى جبل ثور بأسفل مكه فدخلا فى الغار
صور
دار الندوه فى الجاهليه والأسلام
بعد الأسلام
مسجد سيدنا أبو بكر الصديق
صوره لقبر الرسول صلى اله عليه وسلم
وبجواره سيدنا أبى بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنهم أجمعين
وهذا المكان فى الأصل غرفه السيده عائشه رضى الله عنها
وبجواره سيدنا أبى بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنهم أجمعين
وهذا المكان فى الأصل غرفه السيده عائشه رضى الله عنها
غار ثور
فأصبحا فتيان قريش ينتظرون خروجه صلى الله عليه وسلم,فلما تبين لقريش أن فتيانهم يحرسون سيدنا
على بن أبى طالبلا محمدا صلى الله عليه وسلم هاجت عواطفهم,وأرتبكوا فى أمرهم,ثم أرسلوا رسلهم فى
طلبه والبحث عنه فى جمبع الجهات,وجعلوا لمن يأتيهم به مائه ناقه,فذهبت رسلهم تقتفى أثره ,وقد وصل
بعضهم الى ذلك الغار الصغير الذى لو ألتفت فيه لرأى من فيه,
فحزن أبو بكر رضى الله عنه لظنه أنهم قد أدركوهما فقال له النبى:لاَتَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا
فصرف الله تعالى أبصار هؤلاء القوم وبصائرهم حتى لم يلتفتوا الى داخل الغارأحد منهم,
بل جزم طاغيتهم أميه بن خلف بأنه لايمكن أختفاؤهما به لما رأوه من نسج العنكبوت ووجود الحمام على
باب الغار ,
وقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه بالغار ثلاث ليالى حتى ينقطع طلب القوم عنهما,
وكان يبيت عندهما عبد الله بن أبى بكر ثم يصبح مع القوم ويستمع منهم الأخبار عن رسول الله وصاحبه
فيأتيهما كل ليله بما سمع,وكانت أسماء بنت أبى بكر تأتيهما بالطعام فى كل ليله من هذه الليالى,
وقد أمر عبد الله بن أبى بكر غلامهبأن يرعى الغنم ويأتى بها الى ذلك الغار ليختفى أثره وأثر أسماء,
وفى صبيح الليله الثالثه من مبيت الرسول صلى الله عليه سلم وصحبه بالغار, وهى صبيحه يوم الأثنين
فى الأسبوع الأول من ربيع الأول سنه الهجره(وهى سنه ثلاثه وخمسين من مولده صلى الله عليه وسلم
وسنه ثلاثه عشر من البعثه المحمديه,جائهم بالراحلتين عامر بن فهيره مولى أبى بكر,وعبدالله بن أريقط
الذى استأجرهما ليدلهما على الطريق فركبا وأردف أبوبكر عامر ليخدهما,وسلك بهما الدليل أسفل مكه
ثم مضى بهما فى طريق الساحل,
وبينما هما فى الطريق لحق بهما سراقه بن مالك المدلجى لأنه سمع فى أحدى مجالس قريش
قائل يقول:أنى رأيت أسوده بالساحل لعلها محمد وأصحابه,فلما قرب منهمعثرت فرسه حتى سقط عنها ثم
ركبها وسار حتى سمع قرأن النبى صلى الله عليه وسلم وهو لايلتفت وأبو بكر يكثر الألتفاف,
فساخت قوائم فرس سراقه فى الأرض فسقط عنها ولم تنهض الأبعد أن أستغاث سراقه بالنبى صلى الله
عليه وسلم,وقد شاهد غبار يتصاعد كالدخان من أثر خروج قوائم فرسه من الأرض,فداخله رعب شديد
ونادى بطلب الأمان فوقف الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه حتى جاءهم وعرض عليهم الزاد والمتاع
فلم يقبلوا منه شيئاأنما قال له: أكتم عنا فسألهم كتاب أمن فكتب له أبو بكر ما طلب بأمر الرسول صلى الله
عليه وسلم,وعاد سراقه من حيث أتى كاتما مارأى,وقد أخبر أبى بكر فيما بعد,وقد أسلم سراقه يوم فتح مكه
وحسن أسلامه,
الى أربابها,,
وأستمر الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه فىطريقهما حتى وصلا قباء من ضواحى المدينه,
وفى يوم الأثنين من ربيع الأول نزل بها الرسول صلى الله عليه وسلم على بنى عمرو بن عوف ونزل أبو
بكر رضى الله عنه بالسنح (المحله بالمدينه أيضا) على خارجه بن زيد,ومكث رسول الله صلى الله عليه
وسلم بقباء ليالى,أنشأ فيها مسجدا هو الموصف فى القرأن بأنه أسس على التقوى من أول يوم,
وصلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بمن معه من المهاجرين والأنصار وقد أدركه بقباء
سيدنا على بن أبى طالبرضى الله عنه بعد أن أقام بمكه بضعه أيام ليؤدى ما كان عنده من الودائع
الى أربابها,,
يتبع الجزء الخامس
أصدقاء(طوق حياه)
0تعليقات Blogger